المنهج الوصفي وتطبيقاته في الدرس اللغوي الحديث

Abstract

الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد,وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد سيطرت القواعد التقليدية التي ظهرت في القرن الثامن عشر على أعمال اللغويين متمثلة في موازنة لغاتهم باللغتين اليونانية واللاتينية ، فوضعوا للغاتهم قواعد معيارية مشابهة لتلك القواعد .(( فقد طبقت عليها قواعد اللغتين اليونانية واللاتينية بغض النظر عن الاختلافات الواضحة بين تلك اللغات الحديثة وهاتين اللغتين(1))). من هنا كان لظهور علم اللغة الحديث في أوائل القرن الماضي أثره الكبير في بحث قضايا اللغة ودراستها بشكل موضوعي ، يتمثل بمعالجة ((قضايا اللغة مجردة عن الارتباط بأية لغة عن اللغات(2) )), فتحول البحث اللغوي إلى بحث مستقل يقوم على دراسة اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها ، واعتماد طرائق بحث جدّية وميسرة تنظر إلى اللغة على أنها مجموعة من التنظيمات اللغوية موزعة على مستويات أربعة (3) :- الأول:- مستوى بناء الكلمة أو المستوى الصرفي (mophology) :- ويتمثل بدراسة الوحدات الصرفية للكلمة . الثاني:- المستوى الصوتي (phonetics , phonology ) :- ويتمثل بدراسة الأصوات ، إما من ناحية صفاتها ، وعند ذلك يسمى الفوناتيك phonetics)) أو علم الأصوات العام . أو من ناحية وظائفها ، فيطلقون عليه الفونولوجيا (phonologie ) ، أو علم الأصوات التشكلي . الثالث:. مستوى بناء الجملة أو المستوى النحوي (syntax ) :-ويتمثل بدراسة عناصر الجملة وتراكيبها . الرابع :. المستوى الدلالي (semantic ) :- ويتمثل بدراسة معاني الألفاظ والجمل والعبارات (4). ولما كان علم اللغة يشكل حقلاً من حقول المعرفة الإنسانية, ذلك أنه يتناول بالدرس والتحليل اللغة التي هي أداة التواصل الفكري والحضاري(5),فإن المنهج الوصفي يعدّ أكثر المناهج اللغوية استيعابًا وشموليةً لمتطلبات الدرس اللغوي الحديث. من أجل هذا انبسط هذا البحث بعد المقدمة على مبحثين : الأول : الدرس اللغوي قبل المرحلة الفيلولوجية وبعدها .