النقد التداوليّ من الحدث اللغويّ إلى التواصل التقنيّ

Abstract

إنّ الممارسات المعرفية المطروحة في معالجة المصطلحات النقدية ومناهجه ، تتسم أحياناً بغياب تحديد النسق النقدي على المستوى المعرفي ، من حيث كونه متواليات معرفية متعايشة مع النسيج العلمي والبيئي المحدد ضمن رقعة إقليمية معينة ، وعلى المستوى اللغوي بوصفه إمكانيات دلالية تمنح التركيب معاني عدة ، ولهذه الأخيرة ارتباطات منها : ثقافية واجتماعية وسياسية ونفسية . ويحيط الدرس النقدي المتعلق بالتداولية ـ تنظيراً وتطبيقاً ـ إشكاليات عدة تبدأ مع مرحلة ولادتها الفلسفية والأبعاد الدلالية الذرائعية ، مروراً بعلاقتها مع مرحلة تطورها العلمية مع نظريات التواصل وتحليل الخطاب ، وليس انتهاء بالآليات المنهجية التي وظفتها للاشتغال ، ونظراً للصعوبة المعرفية التي تعتري مسيرة التداولية فقد تحولت عند البعض إلى أيقونٍ تصطبغ به بحوثهم دون تحديد منهجي أو إجرائي لأبعادها العلمية والمنهجية ، لذلك يسعى هذا البحث لبيان الكيفية التي تتم بوساطتها دراسة التداوليـة ، وبيان إمكانية تحديد مسارها : من الفلسفة إلى الفلسفة ، ومن الفلسفة إلى النقد ، ثم من النقد إلى التقنية ، وذلك من خلال ثلاثة محاور : (المسار الفلسفي ، المسار النقدي ، المسار التقني).