إشارة النص عند الأصوليين ونماذج تطبيقية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

Abstract

الحمد لله الذي جعل أصول الشريعة ذريعة إلى فروعها ، وأعان أئمة الفقه على استنباط الأحكام من ينبوعها ، والصلاة والسلام على من أرشد أمته إلى منقول الأدلة ومعقولها ، وعلى أله وصحبه نجوم الهداية وشموعها . { سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}سورة البقرة: من الآية (32) وبـعد : يتعرض هذا البحث لبيان إحدى دلالات الألفاظ على المعاني – إشارة النص– من حيث، تعريفها وأقسامها وحكمها ومرتبتها . ويهدف هذا البحث إلى بيان النقاط الآتية : 1- إن نصوص القرآن والسنة النبوية باللغة العربية ، وفهم الأحكام منها إنما يكون فهماً صحيحاً إذا روعي فيها مقتضى الأساليب في اللغة العربية وطرق الدلالة فيها .وذلك أن (علوم اللسان هادية للصواب في الكتاب والسنة، فحقيقتها إذاً أنها فقه التعبد بالألفاظ الشرعية الدالة على معانيها، كيف تؤخذ وتؤدى)(1). 2- بيان عناية علماء أصول الفقه الإسلامي، باستقراء الأساليب العربية وعباراتها ومفرداتها، واستمدادهم من هذا الاستقراء ومما قرره علماء هذه اللغة من قواعد وضوابط، يتوصل بمراعاتها إلى فهم الأحكام من النصوص الشرعية فهماً صحيحاً. ويأتي الكشف عن أهمية هذا البحث؛ الذي هو وجه من وجوه علم أصول الفقه، الذي تضمن فوائد جمة وقواعد مهمة لا يستغني عنها عالم ولا صاحب فن، وذلك لاحتوائه على الطرق الضابطة لمعرفة الحق والصواب وتجليته للدليل الصحيح المناسب للوصول إلى الحكم الصحيح بعيداً عن الكذب والظن وإتباع الهوى، مما قد يؤدي إلى التنازع والاضطراب في حياة الناس ومعاشهم . فلذلك لا يجد في حياة الناس أمر أو ينزل بهم حادث إلا وفي أصول الفقه الدليل المنطوق أو المفهوم على بيان حكمه ومراد الشـرع فيه بما يضبط للناس حياتهم ويحقق لهم السعادة في الدارين . أما الخطة التي رسمتها في إعداد هذا البحث فهي على النحو الأتي : جعلته في مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة : المبحث الأول : إشارة النص، تعريفها والفرق بينها وبين عبارة النص وأقسام إشارة النص ومرتبتها وحكمها ، واشتمل على مطلبين هما : المطلب الأول : تعريف إشارة النص والفرق بينها وبين عبارة النص وأقسامها المطلب الثاني : إشارة النص، حكمها ومرتبتها . المبحث الثاني : نماذج تطبيقية لإشارة النص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، واشتمل على مطلبين هما : المطلب الأول : نماذج تطبيقية لإشارة النص من القرآن الكريم . المطلب الثاني : نماذج تطبيقية من السنة النبوية المطهرة . الخاتمة : واشتملت على أهم ما توصلت إليه من نتائج . وختاماً نسأله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعله في صحائف أعمالنا أنه سميع مجيب الدعاء .