العنف ضد الطفلة في المناطق الريفية

Abstract

تعد ظاهرة العنف ضد الأطفال بصورة عامة والطفلة الأنثى بصورة خاصة واحدة من المشكلات الخطيرة التي تواجه المجتمعات الإنسانية في كثير من بلدان العالم وفي مقدمتها دول العالم الثالث التي برزت في معظمها ظاهرة العنف الموجه ضد الأطفال وتفاقمت بشكل غير عادي وبالذات منذ أواخر القرن المنصرم تقريباً لتصل إلى درجة يمكن القول إنها باتت تمثل مصدر قلق وتحداً كبيراً بالنسبة للأنظمة والحكومات في هذه الدول، فضلاً عن العديد من الهيئات والمنظمات الدولية المعنية التي أخذت تولي هذه المشكلة اهتماماً كبيراً وعمدت إلى تبني أنشطة وسياسات وبرامج عمل تهدف من خلالها إلى مساعدة العديد من الدول والمجتمعات على إيجاد الحلول والمعالجات التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة ، وفي مقدمة المنظمات المعنية بقضية العنف ضد الأطفال في العالم منظمة الأمم واليونيسيف ومؤسسة الأمم المتحدة المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الرعاية الطفولة، ومنظمة الصحة العالمية ، غير أن تلك الأنشطة والجهود المبذولة من جانب الحكومات والمنظمات الدولية تظل محدودة الأثر على أرض الواقع وغير قادرة على تحقيق الأهداف المتوخاة في وضع المعالجات اللازمة لهذه الظاهرة التي أخذت تتفاقم وتستفحل من عام إلى آخر بسبب تزايد معدلات الحروب والعمليات المسلحة والتهجير القسري وكذلك سوء الأوضاع الاقتصادية لأغلب الأسر وخاصة في المناطق الريفية التي تتأثر بشكل كبير لمثل هذه الإعمال وكان للطفل النصيب الأوفر من أثار هذه الأعمال . والعراق احد هذه الدول الذي تأثر مجتمعه المدني والريفي لهذه الأزمات وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 تلا ذلك الأعمال المسلحة التي حدثت في البلاد ومن بعده التهجير القسري والهجرة من الريف إلى المدينة بنة أو أو إلى ريف آخر ، وكثرة التفجيرات والاغتيالات والعسكرة المستمرة في الشارع العراقي كل هذا جعل المجتمع العراقي مضطرباً وقلقاً ومتوجساً في جميع الأحوال وهذا ما اثر على سلوكياته وتبنيه للعنف من حيث يعلم أو لا يعلم .