الخوارزمية في بلاد الشام والجزيرة ( 617 – 644 هـ / 1220 – 1246 م )

Abstract

الخوارزمية : ينتسب الخوارزمية إلى أنوشتكين الذي أستطاع ان يؤسس قاعدة مهمة لاحفاده الذين جاءوا من بعده واسسوا دولة في أقليم خوارزم في أواسط آسيا حتى أصبحت دولة اسلامية كبيرة في الشرق الاسلامي ولعبت دوراً كبيراً في مجرى الاحداث في القرن السادس وبداية القرن السابع الهجري . وكان أخر سلاطينهم جلال الدين منكبرتي ( 617 – 628 هـ / 1220 – 1231 م ) الذي أظهر كفاءة وقدرة عالية في الدفاع عن الدولة الخوارزمية أمام الاخطار الخارجية إلا انه لم يستطع الصمود أمام الغزو المغولي الذي أجتاح دولته في العام 628 هـ / 1231 م وانتهى بمقتله وبذلك سقطت الدولة الخوارزمية وتمزقت من بعده الخوارزمية وأنتشروا في بلاد الشام والجزيرة الفراتية بعيداً عن المغول الذين بدأوا يزحفون نحو الشرق الاسلامي . أنتعشت أمالهم عندما استخدمهم الملك الصالح نجم الدين أيوب سلطان الدولة الأيوبية في مصر عندما كان نائباً لأبيه الملك الكامل في سنجار وزجهم في حروبه ونزاعاته الداخلية مع الاسرة الأيوبية الحاكمة في مدن بلاد الشام . كما بذل الخوارزمية جهوداً متميزة في حروبهم ضد الافرنج الصليبيين ، اذ أستطاعوا تحرير بيت المقدس من ايديهم فضلاً عن أنتصارهم الكبير عليهم في معركة غزة في العام ( 624 هـ / 1244 م ) إلى جانب القوات المصرية . ألا أنهم كانوا يطمحون في أن ينالوا منزلة كبيرة عند الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي حقق انتصاراته على خصومه الايوبيين وفي حروبه ضد الافرنج الصليبيين بمساعدة الخوارزمية . ولم يسمح لهم بدخولهم إلى مصر أو مشاركتهم في الحصول على الاملاك التي يطمحون بها . بل أنه خشي في أن يكون لهم نفوذ كبير وقوي ويكونوا على رأس السلطة في مصر وبلاد الشام . الأمر الذي أدى إلى أن ينقلبوا عليه في محاولة منهم للاستيلاء على السلطة بتشكيل تحالف من أعدائه الأمر الذي أدى إلى نشوب الصراع بينهم وبين الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي أستطاع باسلوبه الدبلوماسي من تفكيك التحالف المعادي الذي يتكون من الامير ركن الدين بيبرس مملوك الملك الصالح ايوب والملك الصالح اسماعيل صاحب دمشق وناصر داود صاحب الكرك ومن ثم الاصطدام مع الخوارزمية في معركة حاسمة قرب حمص انتهت بهزيمتهم الساحقة وتشتتهم ومن ثم أختفاء أثرهم من الخارطة السياسية في بلاد الشام والجزيرة .