قراءة في رؤية المستشرقين للمدينة االاسلامية وعمارتها

Abstract

من الأهمية بمكان لمعظم الباحثين في مختلف المجالات اليوم الاطلاع على وجه النظر الاستشراقية لئلا تتقوقع نتاجاتهم في دائرة ضيقة ينكفؤن بها على آرائهم ومن يسير بركبها، ووفق هذه الرؤية فقد وقفت هذه الدراسة على آراء المستشرقين في المدينة العربية الإسلامية وآلية تطورها في دراسة موازنة تحليلية مع ما جاء بالموارد العربية في هذا المجال ليبان للقارئ ماهية الرؤيتين ويقف على حيثياتهما . وبما ان المدن مادة الحضارة وسنامها او هي ذاتها الحضارة،فقد كان التبادل الحضاري حاضرا بين المدن العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وكذلك بينها وبين من جاورها من المدن في آلية اختلف المستشرقون في تفسيرها وان جنحت في معظم مفاصلها باتجاه غمط حق العرب المسلمين فيما أبدعوا به وحاولوا إلصاق البداوة كسبب لتخلف العرب باعتقادهم وقالوا انه لا ينبغي إقران اسم العرب مع الحضارة والعمران لأنهم أصحاب أفكار باهتة وبدائية. على أن هذه الآراء دحضتها الآلية التي تحرك بها العرب المسلمون في كل مجالات الحضارة وتقدمهم في ذلك ركب الانسانية بفترة وجيزة نسبيا إذ تدل فترة التفجر التمدني بين القرن السابع إلى الحادي عشر الميلادي والتي عاشتها مدن المسلمين تدل على هذا التحرك والنشاط بوضوح وباعتراف المستشرقين أنفسهم، ولما كان المستشرقون قد اسقطوا رؤاهم في مدنهم على المدينة الاسلامية باعتبارهما نظام حضري ينبغي أن يخضع لنفس الآلية في التقييم وقبل ان تلج الدراسة في آراء المستشرقين بالمدينة الإسلامية على وفق هذا المعيار رأت أن تقف على المدينة الأوربية في نظرة خاطفة تبين فيها أهم مراحل تطورها إذ خلصت إلى أن آخر ما وصلت إليه تلك المدينة من تطور هي مرحلة (المدينة الأم - Metropole ) وان هذه المرحلة-المدينة الأم- والتي نعت بها المستشرقون مدنهم الحديثة وتبجحوا في تطورها كانت المدينة الإسلامية قد عاشتها في بواكير نشأتها وذلك لكثرة توابعها من المدن.