المرأة العراقیة بین الواقع والطموح

Abstract

طرحت منظمة الصحة العالمية (WHO) في أعمال اجتماع خبراء الصحة الجنسية عام ۲۰۰۲ منظورا جديدا يؤكد فيه بأن المرأة ليست مجرد تكوين بيولوجي حسب، وإنما هي بناء اجتماعي ذو محتوى ثقافي، والمنظمة بذلك تميز بين مفهوم الجنس والجنسانية، فالأول هو مجموعة من الصفات والخصائص البيولوجية المتسمة بالوضوح، والتي توفر معايير يمكن على أساسها أن نتكلم على الذكور والإناث بما يدعى مفهوم التنوع (Gender) ، ومفهوم الجنسانية الذي يشير إلى تداخل الخصائص البيولوجية والاجتماعية التي تميز بين الرجل والمرأة والهوية لكل منهما. ومن هذا الفهم بدأت التفاعل مع فكرة هذا البحث، إذ يتخذ المفكرون الاجتماعيون والتربويون على حد سواء، موقفين مختلفين من هذه القضية الحيوية الأول يسير في ركاب الجنس (النوع) والآخر في ركاب الجنسانية. إن الأمور التي تميز المرأة من الرجل لا تتحدد بشكل أعضائها واختلاف تربيتها حسب، وإنما في تلك الفوارق الطبيعية الناشئة عن اختلاف أنسجة جسمها التي تحمل في كل جزء فيها تأثير المواد الكيماوية ومفرزات الغدد التناسلية ، والذين ينادون بمساواة النوعين في الجهد وطبيعة الأعمال ، يتجاهلون هذه الفوارق، فضلا عن أن كل خلية في المرأة تحمل الطابع الأنثوي، لذلك فان قوانين وظائف الأعضاء محددة ومنضبطة كقوانين الفلك والرياضيات، ولا يمكن إحداث تغير فيها بمجرد الأمنيات ، بل ينبغي أن نسلم بها كما هي، وبما أن التغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة تصاحبها تغيرات سلوكية ؛ لذا فإن على النساء الواعيات أن ينمين مواهبهن بناءا على طبيعتهن الفطرية، وأن يبتعدن عن التقليد غير الواعي للرجال، فدورهن في تطور الحضارة أعلى بكثير من دور الرجال ولا يجوز أن يتخلين عنه.