الخط العربي في معجم الأدباء

Abstract

كانت الاقوام السامية التي هاجرت من الجزيرة من اكديين واموريين واشوريين وغيرهم ، قد اخذت الخط المسماري السومري ، فدونوا مدوناتهم به . فلما ظهر الخط الآرامي او السرياني بحروفه الهجائية ، تلاشت المسمارية لتحل محلها الآرامية السامية . وقد تركت الارامية تاثيرات محسوسة في اللغة البابلية والاشورية ، كما صارت لغة النبي عيسى عليه السلام واتباعه ، ودونت الاناجيل ، وقد انتشر معها استعمال الحروف الهجائية بشكلها الارامي ، فاقتبسها اقوام شتى في انحاء الشرق الادنى وقارة اسيا في كتابة لغتها المختلفة ، فمثلاً اخذ اليهود خطهم من الخط الارامي ، مابين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد ، وكانوا قبل هذا التاريخ يستعملون خطاً فينيقياً قديماً ، كما إن العرب الشماليين اخذوا خطهم من الانباط ، والخط النبطي شكل من اشكال الخط الارامي ، وهو اصل الخط العربي الشمالي بجميع اطواره . اما في اليمن فإن الحمريين كتبوا بالخط المسند ، وتركوا نقوشاً كثيرة بهذا الخط ، ويوجد منها الكثير في اليمن ، كما إن هناك نقوش كثيرة لعرب الشمال الذين كتبوا بالخط النبطي باقية فيه اثارهم الى الان في ضواحي حوران والبلقاء(1). ويرى ابن خلدون ان الخط الحميري المسند في اليمن قد بلغ في الاجادة غاية الاحكام والاتقان ، وانتقل منها الى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين لملك العرب بأرض العراق ، ولم يكن الخط عندهم من الاجادة كما عند التبابعة .