من اخرج له الحكم في (المستدرك ) وقال ليس من شرط هذا الكتاب

Abstract

المقدمة إنَّ الحمدَ اللهِ أحمَدهُ و أستعينهُ و أستهديهُ وأستغفرهُ ، وأثني عليه الخير كلهّ ، فسبحانهُ من إلهٍ حليم وسع حلمهُ تجبرِ عباده وطغيانهم ، ومعبودٍ غفّار ، وَسِعَ غفرانهُ كبير ذنوبهم ، و أمهل المعاندين الجاحدين لشرعته فلم يُهمِلهُم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر . وأصليّ وأسلمُ على المبعوث رحمة للعالمين ، فصلّى االله عليه من نبيٍّ طاهرٍ زكيّ ، بالمؤمنين رؤ ف رحيم ، وعلى آله وأصحابه المجاهدين وسلّم تسليماً كثيرا. وبعد. فإن كتاب (المستدرك) لأبي عبد االله الحاكم النيسابور ي هو احد دواوين السنة النبوية الشريفة ، وهو حافل بالأحاديث النبوية و بالآثار المصطفوية ، و أخبار الصحابة ومناقبهم ، وآل بيت النبوة ومآثرهم رضي االله عنهم أجمعين . ولقد شُغِفتُ بالقراءة فيه من أيام بداية الطلب في دراستي الأولية ، وكنت كثيراً ما أقلب فيه ناظري وما زلت ، واقفاً عند تنقيدات الحاكم وتعليقاته الحديثية ، حتى استوقفتني مرةً مقولة: (ليس من شرط هذا الكتاب ) . وهي عبارة رأيته يكررها إثر روايته لأحاديث فيها رواة ضعفاء ، من أمثال سوّار بن مصعب ، ومحمد بن سعيدٍ المصلوب ، ومبارك بن سحيم ؟ ! ما أثار ذلك استغ رابي وتسألي ، أبمثل هؤلاء الرواة المتكلم فيهم _ وموضوع الكتاب في الصحيح _ يستدرك الحاكم على الشيخين ناقداً لهما لم لم يخرجاه أو احدهما ؟؟!!. وهل يعقل خفاء حالهم وأضاربهم من الضعفاء الذين طفحت كتب المجروحين بقدحهم حتى اشتهر أمرهم وذاع صيتهم ، على مثل أبي عبد االله الحاكم ؟!!. فشرعت بتتبع مقولته هذه عقب ألأحاديث أطالعها وارصدها في جميع كتابه (المستدرك ) ، حتى رشح لي - مما رشح - منها أربعة وعشرون راوياً قال فيه الحاكم : (ليس من شرط هذا الكتاب) . هي مادة بحثي المتواضع هذا ، محاولاً الكشف فيه عن مقصد الحاكم ومراده منها، وأن أزيح اللثام عن حقيقة كيفية إخراجه لهؤلاء الرواة المتكلم فيهم ! فلعلّه سبب ما يوصم الحاكم به من تساهلٍ حقّ للعلماء تداوله في كتبهم بعد الذي رأيت ! ، وهو خطوة بسيطة في طريق التعرف أكثر على منهج هذا المحدث الكبير في كتابه (المستدرك) . فأحتوى البحث على مبحث واحد أودعته أسماء الرواة الذين لم يرتضيهم الحاكم ممن ليسوا على شرطه في كتابه ، وهو لبُّ البحث ، وقدمت له بمقدمة ، وأوضحت منهجي في البحث ، ثم بالدراسة مقسماً الرواة إلى أقسام عدة ، عنونت لها على ضوء ما أدى إليه اجتهادي و ساقني إليه البحث الموضوعي من تفسير وج