البنية الإيقاعية في شعر الطغرائي

Abstract

تنطلق فحوى هذا البحث من عد لغة الشعر من دون موسيقى تنحدر الى نقطة باهتة الوقع ولا يمكن ان نسمي الكلام فيها شعراً وانما نسميه على اية حال نثراً, ومن هذه النقطة جرى القاء الضوء على الاوزان التي استعملها الشاعر الطغرائي وآثرها عن غيرها والى اي مدى كان هذا الوزن او ذاك رحباً ومناسباً لتقبل محاولات الشاعر في لم إيراد التفاصيل وحركة السرد في القصيدة , ومدى انسجام الاصوات فيها مع الاستغراق في الافكار والتعبير عنها بشكل دقيق. واذا كنا نصرُّ بأن كل تغيير في الشكل هو علامة على تغيير في البنية العميقة للمضمون فأننا انطلقنا من هذه المقولة الى إضاءة العلل الدلالية التي تقف وراء التنويعات الايقاعية ,وهذا سبب عنونتنا هذا البحث بــ(البنية الايقاعية)وليس (العروضية) وذلك اننا اخذنا بالرأي القائل إن الشعر العربي لا يقبل الثنائية القائلة بوجود ايقاعين خارجي وداخلي أنما هو شعر ذو بنى صوتية ودلالية تكون فيه الكثافة الايقاعية المتولدة من اصوات الكلمات حين يضبطها الوزن تختلف بين القصائد التي يزنها بحر واحد مادامت هذه الكثافة تنبثق من القيم الصوتية التي ترتبط بشكل صميم بالحالات الشعورية والمواقف التي تقوم عليها التجربة الشعرية . وتأسيساً عن ذلك فقد راح هذا البحث يتابع ما قام به الطغرائي من استغلال امثل لما اتاحته له البنية الوزنية من زحافات وعلل استجابة للحالات الشعورية المتباينة والمواقف المختلفة انطلاقاً من كون الوزن اهم عناصر الشعر واعظم اركانه واولاها بالخصوصية0