Please use this identifier to cite or link to this item: http://148.72.244.84:8080/xmlui/handle/xmlui/5597
Title: نظرية السلالم الحجاجية (خطب النساء في العصر الإسلاميّ - إنموذجاَ -)
Other Titles: Stairs orbital theory ) speeches of women in the Islamic era-Anmozj
Authors: أ.م.د زينب الملا السلطاني, ميسم صباح خضير
Keywords: السلالم
الحجاجية
النساء
Issue Date: 2017
Publisher: جامعة ديالى /كلية التربية للعلوم الانسانية
Series/Report no.: 1مج;ع73
Abstract: ما تنفك الدراسات اللسانية الحديثة تتطور في شتى الجوانب، ولعل الدراسات الحجاجية من أحدث الدراسات اللسانية والخطابية التي تحاول الوصول إلى الكيفية التي تقوم عليها النصوص بعملية الإقناع والوقوف على أسباب التغاير بين النصوص من حيث درجة الإقناع بين الارتفاع والانخفاض، وأهم الوسائل اللسانية والبلاغية التي تستعمل في الحجاج. وقد ظهرت كثيرٌ من الدراسات الحجاجيّة العربية في الآونة الأخيرة ولا سيما في المغرب العربي، إذ عُنيت البحوث العربية بدراسة التطبيقات الحجاجيّة على النصوص اللغوية، ولاسيما في القرآن الكريم. ولابد من الإشارة الى أنّ للحجاج عند العلماء العرب ملامح وشذرات تختلف الاختلاف كلّه عن الحجاج بمفهومه الحديث وأسسه ونظريته ،وهذا ما ذهب إليه غير واحد من الباحثين حيث جعل مصطلح الحجاج أعجمي النشأة ثم انتقل إلى العربية عن طريق الترجمة( ). وهذا لا يعدم تطبيقه في النصوص العربية من شعر ونثر بل على العكس إنّ تطبيق نظرية الحجاج في هذه النصوص يكشف لنا جوانب وامكانيات لم يلتفت إليها من قبل. ونظرية السلالم الحجاجية مؤسسة على التدرّج في توجيه الحجج، وأهميتها لا تتجلى من خلال الصدق والكذب وإنّما في قوة الحجج وضعفها، فالخطيبة في حججها تُرتّب الحجج من حيث القوة والضعف، وذلك بحسب السياق الذي ترد فيه. ولو عدنا لوجدنا الخطبة من أهم المواضع التي يظهر فيها الحجاج، لذا ارتأينا في هذه البحث أنْ نبحث عن أهمّ السمات الحجاجية التي امتازت بها تلك الخطب ولاسيما نظرية السلالم الحجاجية ودورها في ترتيب الحجج بشكل سلّمي للتأثير في المتلقي وحمله على الإذعان. وقد اعتمدنا في معالجة موضوعات هذا البحث ,منهجين هما المنهج الوصفي والتحليلي ، أما الوصفيّ فلأنَّه يتناسب مع الدّراسة اللَسانية التّداولية، وأما التحليليّ فيهدف إلى تحليل النماذج المختارة من الخطابة, وقد عملنا مزاوجة بين منهجي بيرلمان وديكرو في تحليل النصوص. واختيارنا للخطب كان بصورة انتقائية بما ينسجم وطبيعة الدراسة للوقوف عندها وتحليلها من عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى سنة( 132هـ ) إذ كانت الخطابة من أقدم الفنون الأدبية، وأنّ شرائح المجتمع جميعها بحاجة إلى الخطيب للمناشدة والتوعية وإثارة بعض القيم لديهم وما إلى ذلك من الغايات( ). والخطبة (( شكل فني يعتمد الأساس العاطفي في التعبير، مصحوباً بالأدوات الفنية من إيقاع وصورة ونحوهما من العناصر التي تطبع الفن)) ( ). فمن خلال هذا التعريف يمكن أن نستنبط أهميتها وتأثيرها على الجمهور باستثمار الخطيب (العقل الجمعي) في إحداث الإثارة والإقناع( ). ولعل أبرز من اهتم بالخطابة في الثقافة الغربية والتأليف فيها هو أرسطو طاليس (384/385-322 ق.م)، حيث إنَّ هناك من جعله رائد هذه الصنّاعة ومعلِّمها، فقد جعل مجموعة من محاضراته كتاباً سمَّاه (الخطابة)،ضمّ فيه مفاهيمها واستنبط اصولها وقوانينها على النحو الذي عدّها بعضهم ((أداة للتَّمويه (manipulation) بواسطة الخطاب)) ( ) ،أي إنها ذات وظيفة إقناعية تأثيرية تجعل من الخطاب وسيلتها المناسبة لتحقّقها. أما في الثقافة العربية فإنّ الخطابة ،عُرِفت قبل مجيء الإسلام كغيرها من الفنون الأدبية ،فقد برزت طائفة من الخطباء وفرضت وجودها، لما عرفه المجتمع في تلك المدة من الحكم القبلي وتعصّب العربي لقبيلته وفخره بنسبه وقومه، وغيرها من الأسباب التي تبيّن إلى أي مدى كانت تُسهم في الحياة الجاهلية عامّة( ). ومع مجيء الإسلام ونزول القرآن الكريم سارت الخطابة في رِحَاب الدَّعوة تخدم أغراضها وكانت ذات موضوع محدد قياساً بالخطابة الجاهلية التي لم تكن كذلك ،حين كانت تأخذ شكل أقوال متناثرة لا رابط بينها في حين الخطابة الإسلامية ،أصبحت ذات موضوع محدد يجول فيه الخطيب ويصول ،وبذلك نهضت الخطابة ونهض معها النثر نهضة واسعة( ). يتبيّن ذلك في قول أبي عمرو بن العلاء(ت 154هـ): ((فلما كثُر الشعر والشعراء واتخذوا الشعر مكسبة ورحلوا إلى السوقة، وتسرعوا إلى أعراض الناس صار الخطيب عندهم فوق الشاعر)) ( ). وبهذا نجد أنّ ظهور الإسلام من أهم الحوادث التي نشَّطت الألسن من عقلها وأثارت الخطابة من مكمنها فوق ما كانت عليه في جاهليتها، ولاسيما العمل الأكبر لسيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) في تبليغ الدعوة عن طريق الخطابة وبهذا فإنها وصلت إلى أرقى ما وصلت إليه في اللسان العربي( ). فقد بقيت الخطابة على مر العصور محافظة على مكانتها البالغة وكان الخطباء هم المسيطرون على الجماعات وفي الحكومات الشورية هم الغالبون إذ تُصرَع الأمة بإشاراتهم وتخضع لسلطانهم بحججهم وقناعاتهم ( )، وليس كل شخص يمتلك المقدرة على الخطابة ،بدليل إنّ أشهر الخطباء السياسيين والمقاتلين الشجعان تنقصهم تلك المقدرة( ).
URI: http://148.72.244.84:8080/xmlui/handle/xmlui/5597
ISSN: 2663-7405
Appears in Collections:مجلة ديالى للبحوث الأنسانية / Diyala Journal for Human Researches

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
16.pdf533.75 kBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.