مفهوم البطل: أسطرة الشخصية المحورية دراسة في رواية "دير ورق"

Abstract

حظي مفهوم "البطل" في الدراسات النقدية القديمة حول السرد والدراما والسينما بأهمية بالغة بوصفه المفهوم الأكثر استئثاراً من جمهور التلقّي، وكان المقصود به الشخصية التي تهيمن على الأحداث وتكون محورها وبؤرتها الرئيسة ومركزها الطاغي، وقد أوردت معاجم المصطلحات أوصافاً كثيرة لهذه الشخصية ، لعلّ أبرزها الشخصية الرئيسة والشخصية المحورية حين تشتغل الأحداث برمتها في خدمة هذه الشخصية وحولها ولأجلها، لذا فقد كان مصطلح "البطل" يجري مفهومياً هذا المجرى في سياق توجيه الاهتمام الكامل نحو هذه الشخصية، من حيث سماتها وصفاتها وكيفياتها وشواغلها ومقاصدها وأفعالها السردية من بداية العمل الفني حتى نهايته ، فهي شخصية محورية تدخل في كل طبقات السرد، إذ "إنّ للبطل في العمل الروائي أهمية كبيرة، تتجلى في كونه يمثل الشخصية الرئيسة في الرواية، التي تتأثر بجميع عناصر البناء الروائي وتؤثر فيه، ولذا يولي الروائي شخصية البطل عناية فائقة مبرزاً جوانبها المختلفة"، بالقدر الذي يخدم عناصر الرواية المختلفة الأخرى على نحو يطورها ، ويخدم في ذلك مجمل العمل في صورته النهائية، بحيث يكوّن شخصية محورية جرى التنظير لها كثيراً في مدوّنة النقد السردي. تحضر شخصية "البطل" في رواية "دير ورق" للروائي محمد رفيع على نحو شبه أسطوريّ استناداً إلى الأفعال الاستثنائية التي تقوم بها شخصية «عُقْلة السعادة»، وهي شخصية محورية يرصدها الراوي كلي العلم من ولادتها حتى موتها وما بينهما من أفعال سردية لا يمكن أن تقوم بها شخصية طبيعية، وثمة علاقة ثلاثية وطيدة بين هذه الشخصية وبين المكان "دير ورق" لا يمكن فصلها أو التقليل من قيمتها، وبين شخصيات الراوية الاخرى .