عمر بن حفصون المولدي وحركته ضد الامارة الاموية في الاندلس

Abstract

الحـمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على ســيدنا المرسلين نبينا ألأكـــــرم محمد ( صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين )... وبعد : المولودون هم سكان الأندلس الأصليون الذين اعتنقوا الإسلام وأبناء الأمازيغ والعرب من أمهات إسبانيات، و شغلوا مناصب كبرى في الأندلس، كما عملوا بالتجارة ووسط هذه الظروف ، انتقلت شرارة الثورة إلى جنوب الاندلس ، إذ قدر لها أن تستفحل بسرعة، وأن تغدو أخطر ما يهدد سلام الأندلس وعرش الأمويين في قرطبة بالزوال، ففي أواخر عهد الأمير محمد ظهر أخطر ثوار الأندلس على الإطلاق، وهو عمر بن حفصون بجبل بُبشتر في جنوب البلاد (بين رندة ومالقة) سنة 267هـ/880م ، والذي يصفه مؤرخ الأندلس بن حيان قائلا عنه:”إمام الثائرين وقدوتهم، وهو أعلاهم ذكراً في الباطل، وأضخمهم بصيرة في الخلاف، وأشدهم سلطاناً وأعظمهم كيداً، وأبعدهم قوة”. يعد عمر بن حفصون من مولدي الأندلس، الذي احترف أعمال النهب والسلب وقطع الطرق، وكون عصابة من أربعين شخصا مارس معهم أعماله الإجرامية مستغلا الفوضى التي ضربت البلاد، ونزل بمكان حصين بجبل بُبشتر في سنة 267هـ/880م، يدير منه عملياته. وللوقوف على اكثر تفاصيل الموضوع فقد تم تقسيم البحث على ثلاثة مباحث المبحث الاول تناولنا فيه سيرته ، وقد تطرقنا في هذا الفصل الى أولاً: اسمه ونسبه ، وثانياً : نشأته ، اما المبحث الثاني فقد جاء بعنوان ثورة عمر بن حفصون ، وتناولنا فيه أولاً: في عهد الامير محمد بن عبد الرحمن (238 -273هـ) ، وثانياً: في عهد الامير المنذر بن محمد (273 – 275 هـ) ،وثالثاً: في عهد الامير عبد الله بن محمد (275 – 300 هـ ) ، اما المبحث الثالث فقد خصصناه الى عمر بن حفصون في عهد الامير عبدالرحمن الثالث (300-350هـ ) ، وبينا من خلالها أولاً: الامير عبدالرحمن الثالث (300-350 هـ ) جهود في القضاء على عمر بن حفصون ، وثانياً : وفاة عمر بن حفصون ، وثالثاً : خلفاء عمر بن حفصون ،