مشكلة الصحراء الغربية والأمن القومي العربي

Abstract

احتلت مشكلة الصحراء الغربية اهمية كبيرة عربيا وافريقيا ودوليا وتعد من اعقد المشكلات التي واجهت المغرب العربي بعد الاستقلال وادخلته في دائرة الاستنزاف المتبادل واصبحت محورا مهما من محاور عدم الاستقرار في العلاقات المغاربية عامة والعلاقات المغربية – الجزائرية خاصة , واذا كان الاستعمار الاسباني قد تخلى عن الاقليم بموجب اتفاقية مدريد فان احاطة الاقليم باقطار لكل منهم مشاكل مع الاخر عقد المشكلة واصبح منطقة تنازع بين كل من المغرب والجزائر وموريتانيا لتباين وجهات النظر . والحقيقة التي تفرض نفسها على كل الاطراف , هي دور المغرب التاريخي في صد الغزو الاوربي بكل صورة القديم والحديث وقد خرج المستعمرون بنتيجة هي ان تفتيت المغرب الى دويلات صغيرة تنكمش على ذاتها وتعجز عن القيام بدورها التاريخي . غير ان هذا لايلغي الخصوصية الذاتية لمشكلة شعب الصحراء وتنظيماته وعلاقته بالدول المجاورة وحججه التي يدعم بها وجهة نظره وبحلول عام 1982اصبحت البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي والتي عارضت كلا من الاستعمار الاسباني للصحراء – وادعاء المغرب باحقيته بالمنطقة حيث كان الهدف من هذه الحركة هو تحقيق الاستقلال للصحراء الغربية . ولاشك ان الخلاف المغربي –الجزائري حول الصحراء يعكس التنافس الاقليمي بالاساس , ورغبة كلا الطرفين بتحجيم الاخر في الاقليم ولكنه يعكس قبل ذلك مشكلة التجزئة العربية والطريقة التي قسم فيها الاستعمار بلدان المغرب العربي تاركا خلفه دائما مشاكل حدودية مرشحه للتفجير . ولكن عقدة الصحراء الغربية في هذه اللحظة السياسية بالذات اصبحت متزامنه مع مشروع الشرق الاوسط الكبير الهادف الى اعادة صياغة الجغرافيا السياسية للمنطقة باتجاه التفتيت وتكسير المراكز الاقليمية وان مشروع استقلال الصحراء الغربية اليوم يصب مباشرة في طاحونة مشروع الاصلاح الامريكي تماما مثل اضعاف سيادة السودان على اقليم دارفور او انسلاخ لبنان اقليما ولاجل عرض المشكلة لابد من دراسة الموقع الجغرافي للمنطقة واهميتها الجيوبوليتيكية والاستراتيجية وتاسيسا على ماتقدم فان البحث يتناول اربعة مباحث منها سيعرض الخصائص الجغرافية لمنطقة الدراسة فيما يعرض المبحث الثاني اطراف النزاع ويتضمن المبحث الثالث الابعاد الجيوبولتيكية اما المبحث الرابع والاخير سيتضمن الصحراء الغربية والامن القومي العربي .