النظام الشرق أوسطي والكيان الصهيوني منظور جغرافي سياسي

Abstract

تهتم نظريات الجغرافية السياسية بتحليل خصائص الواقع الجغرافي للدولة لرسم سياستها الداخلية وعلاقاتـــها الخارجية. ونظرا للمتغيرات العالمية والاقليميه في منتصف القرن العشرين, حصل تحول جديد تجاه النفوذ الاقتصادي وبروز الأدوات الاقتصادية والتكنولوجية كفواعل مؤثره في العلاقات الدولية, وقد أعطى هذا بعدا آخر للدور الذي تؤديه الجغرافية السياسية للدولة باعتبارها الوعاء الذي تصنع فيه مفردات السياستين الداخلية والخارجية. ولمّا كان الصراع العربي الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود, فقد أصبح المشروع الصهيوني اخطر من كل حالات الاحتلال. فهو يهدف بالتحالف مع المركز الرأسمالي العالمي إلى الهيمنة على ألمنطقه العربة عسكريا واقتصاديا من خلال إبقاء التجزئة قائمه والعمل بأسس عرقيه وطائفيه ودينيه وإشاعة الضعف والانحلال والتشرذم في كل أجزاء الوطن العربي. من هذا يمارس الكيان الصهيوني جهودا حثيثة مستغلا الإحلال التدريجي لخصائص الجغرافية الاقتصاديه محل الجغرافية السياسية التقليدية, خاصة وان خصائص الجغرافيةالاقتصاديه تنظر إلى الجيران(الأعداء) على إنهم أصدقاء, وتقــوم العلاقات ليس بين الحكومات فحسب, بل تتعدى ذلك إلى الأفراد والمتعهدين والسياح والعلماء والباحثين ورجال الأعمال. من هذا يظهر النظام الشرق أوسطي كواحد من الفواعل الجدد, بمضمونه الاقتصادي القائم على المشاركة والتعاون, يخدم ما يسعى إليه الكيان الصهيوني من الارتباط معه, توظيف ما يوفره هذا الارتباط, من موارد لتعزيز عناصر قوته السياسية والاقتصادية