الحماية الدولية لحقوق الإنسان

Abstract

نظراً لتطور مفهوم حقوق الإنسان عبر مراحل زمنية متعددة ومتتالية ، كان من نتائجه أن أخذ هذا المفهوم شكلاً دولياً عاماً خاصة بعد ظهور التنظيم الدولي الذي أقر مجموعة كبيرة من القواعد القانونية الدولية التي تعترف بتلك الحقوق والحريات الأساسية للإنسان، وقد مثلت هذه القواعد ، الشق الأول من القانون الدولي لحقوق الإنسان، وان ما تعرضت له هذه الحقوق من انتهاكات وهدر نتيجة الحروب التي اجتاحت المجتمع الدولي من جهة ، وتعسف الدول باستعمال السلطة ضد مواطنيها والانتهاكات الخطيرة التي مارستها ضد حقوقهم وحرياتهم الأساسية تحت ذرائع مختلفة ، مثل اعتبارات المصلحة العامة والأمن القومي والنظام العام والاستقرار والوحدة الوطنية ، وسنها لقوانين الطوارئ وإعلانها للأحكام العرفية، من جهة أخرى ، فقد أستوجب أن تستكمل هذه القواعد والنصوص بإجراءات دولية لتوفير الحماية ضد خرقها وانتهاكها وهو ما يعرف بالحماية الدولية لحقوق الإنسان التي شكلت بدورها الشق الثاني من القانون الدولي لحقوق الإنسان . وان تعزيز الحماية الدولية لحقوق الإنسان من خلال تفعيل دور مجلس الأمن الدولي في اتخاذه الإجراءات الضرورية طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بعد تأكيد الربط الصريح والوثيق بين انتهاكات حقوق الإنسان وتهديد السلم والأمن الدوليين وإخراج موضوع حقوق الإنسان إخراجاً تاماً ونهائياً من الاختصاص الوطني للدول وعده شأنا دوليا , وأيضاً تعزيز الحماية الجنائية الدولية لحقوق الإنسان عن طريق عالمية المسؤولية الجنائية الفردية للمسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والتطور ، من تشكيل المحاكم الجنائية الخاصة إلى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية . وبالرغم من أن هذه الاتجاهات الجديدة في معالجة موضوع حقوق الإنسان قد ساهمت في تعزيز هذه الحقوق وحمايتها وخلقت ردود فعل إيجابية لدى الشعوب التي عانت من انتهاكات حقوق الإنسان فيها ، فإنها اقترنت أيضاً بتدخل الاعتبارات السياسية والانتقائية في معالجة مجمل القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من قبل الدول المؤثرة في الأمم المتحدة ، مما يلقي بظلال الشك حول مصداقية هذه الجهود والأهداف الحقيقية المتوخاة منها . وعليه فإن البحث في هذا البحث سيتركز على الحماية الدولية لحقوق الإنسان المرتبطة بتهديد السلم والأمن الدوليين في المطلب الأول ، وعلى الحماية الدولية لحقوق الإنسان المطلب الثاني التدخل الإنساني - Humanitarian Intervention.