(( العوامل المكانية في تنمية الصناعات الصغيرة )) دراسة مقارنة للنشاط في مدينتي الخالص و خان بني سعد

Abstract

اتجهت خطط التنمية نحو التركيز على بناء الصناعات الكبيرة ذات الوفورات الحجمية التي يتحقق منها عموماً مهمات كثيرة تؤدي إلى قيادة النشاط عموماً , ساعد في ذلك السياسات الاشتراكية التي كانت تتجه نحو بناء الصناعات الأساسية التي يمكن أن تحقق وفورات اقتصادية وقاعدة للبناء الصناعي , والى مثل تلك أشير في نظريات بناء الأقطاب الصناعية والتنمية غير المتوازنة وأصبحت الصناعة التي يطلق عليه المفتاح ( Key Industry ) هي التي تقرر طبيعة البناء الصناعي واتجاهه .]1[ وقد تنامى في الفترات الأخيرة الاهتمام بالمشاريع الصناعية الصغيرة مع اتجاهات (( الخصخصة )) ودعم النشاط الخاص بل والاعتماد عليه في التطور اللاحق . وقد درس نشاط الصناعات الصغيرة من نواح مختلفة اقتصادية وفنية وحاجاتها للقوى العاملة والتمويل وتوفير المواد الأولية وإخضاع إنتاجها للتقييس والسيطرة النوعية إلى غير ذلك ]2[ , وعقدت ندوات ومؤتمرات على المستوى القومي والوطني واعدت الكثير من الدراسات في هذا الصدد , إلا إن العوامل المكانية ودورها في نشأة هذه الصناعات وتباينها المكاني مشكلة يتطلب التصدي لها . ويفترض البحث على إن للعوامل المكانية دور في تباين الصناعات الصغيرة وفي نموها وتباين هياكلها . وتتركز الدراسة على مدينتي الخالص و خان بني سعد لتقارب عدد سكانها وكونها تقعان في محافظة واحدة ولكنها تتباين بنشاطها الاقتصادي والصناعي . وبالتالي يطرح البحث السؤال آلاتي , ما هو دور العوامل الموقعية في تباين الصناعات الصغيرة . ودرس البحث اولاً : أهمية نشاط الصناعات الصغيرة مشيراً إلى إن الصناعات الصغيرة تلعب دوراً في تلبية حاجات السوق المحلية , وتلبية متطلباته اليومية من المنتجات الواسعة الاستهلاك والطازجة , وتعمل على اجتذاب المدخرات الخاصة وعلى خلف فرص عمل لمختلف المهارات وغيرها , كما نقوم بتنويع الإنتاج وتكامله فضلاً عن استغلال الخامات والمواد الأولية وغيرها , يساعدها في ذلك سهولة إنشائها , إدارتها وبساطة التقنية في اغلب منشآتها . وباني دورها في التنمية الإقليمية فهي تنشر في الأقاليم والمراكز الحضارية المختلفة , في حين تختار الصناعات الكبيرة مواقع محددة تتوافر فيها عوامل الإنتاج . وسنتعرف اولاً على أهمية الصناعات الصغيرة .