مكامِن ضُعفْ المسلمينَ في الأندلسِ

Abstract

أعلم أن التاريخ أحدى أجل العلوم قدرا،وارفعها منزلة وذكرا، وقد شرفه الله تعالى في الكثير من الآيات ،كقوله تعالى، وهو يتحدث عن الاقوام السالفة"...تلك القرى نقص عليك من أنبائها..."(1) وقوله"...نحن نقص عليك أحسن القصص.."(2) وقوله "كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق..."(3) وقوله"ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقص عليك ..."(4) وغاية من ذلك كله هو أخذ العبر والدروس مما جرى ,بإسناد قوله تعالى "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين"(5) وقوله"لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الالباب..."(6). لذا نجد التاريخ هو الخلفية للكثير من العلوم العقلية والنقلية ،كما ولجأ عدد من القراء على اختلاف مشاربهم للنهل من ثقافة الشعوب والأمم السالفة دون الأخذ بنظر الاعتبار التدقيق والتمحيص والتحليل الموضوعي وغيرها مما يتصف به الباحث المتخصص من صفات ومميزات تؤهله للبحث عن الحقيقة المجردة،وهي الهدف الاسمى،وتلك مهمة لا تخلو من الصعوبات ،خصوصا وأن أبن خلدون يقول حينما يعرف التاريخ بأن"...في ظاهره لا يزيد عن أخبار(7)عن الأيام والدول،والسوابق من القرون الأولى ،وتنمو فيها للأقوال وتضرب فيها الأمثال،وتطرف بها الأندية أذا غصها الاحتفال،...وفي باطنه نظر وتحقيق ،...وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق،...وان فحول المؤرخين في الإسلام قد أستوعبوا أخبار وجمعوها...وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل وهموا بها وابتدعوها..."(8).