ابنية جموع التكسير في حاشية السندي" ت1138هـ" على سنن الترمذي

Abstract

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبيّ الأكرم الأمين، محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: يقصد بجمع التكسير الاسم الدال على ثلاثة فأكثر، وذلك بتغيير يطرأ على بنية مفرده لفظًا، أو تقديرًا( ). ويمكن حصر التغيير اللفظي أو الظاهر في ستة أشكال: • الزيادة نحو: صنو و صنوان. • الحذف نحو: تخمة وتخم. • تبديل الشكل نحو: أَسد وأُسد. • زيادة وتبديل شكل نحو: رجل ورجال. • نقص وتبديل شكل نحو: غُلام و وغَلمان( ). وأما التغيير المقدر فنحو: فلك، دلاص، هجان، شمال، إذانّ، كلاً من هذه الألفاظ لها هيأة واحدة يستوي فيها المفرد تشعر بالجمع، فمثلًا: فلك، إذا قصد بها المفرد كانت كقفل، وإذا أُريد بها الدلالة على الجمع كانت كبدن، وهكذا( ). ومثال ذلك قوله تعالى: (ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [الصافات:140]، ففي الآية وضوح جلي لإرادة المفرد إذ جاء وصفة مفردًا (المشحون)، أما دلالتها على الجمع ففي الآية: (ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ) [النحل:14]، جاءت الحال من (فُلك) مجموعة. ولجمع التكسير أوزان كثيرة، مما حدا بالعلماء تقسيمها على نوعين حسبما تقتضيه دلالة المفردة، فهناك اوزان جموع لقلة وهي التي تدل على الأعداد من ثلاثة إلى عشرة، حصرها سيبويه( )، وابن الحاجب( )، وابن مالك( )، والأشموني( )، وغيرهم( )، في أربعة أوزان هي (أفْعُل)، (أفعَّال)، (أفْعِلَة)، (فِعْلة).