Abstract:
- حاولتُ من خلال هذه الدراسة التي قامت على ( تائية ) الحطيئة ( أشاقتك ليلى ) ، البحث عن الوحدة العضوية ، التي لم يكُن لها وجود في بنية النص السطحية ، فكل ما قام به الشاعر من وصف لم يكُن سطحياً ، إنَّما كان وصفاً عميقاً يعجّ بالفراغات ، وعدم التماثل ، والرموز ، مما يدلّ على أن مناهج النقد الحديث وتحديداً ( القراءة والتلقي ) ، استطاعت أن تعيد قراءة الشعر قراءة واعية عميقة للقراءة الكلاسيكية ، التي لا يُمكن أن تنكر وجودها بوصفها قراءة أولى .
- ثمّة ترابط في ذهن المبدع ، لا يمكن الوصول إليه ، إلاّ عن طريق الغوص العميق في بنية النص ، مع وجود منهج حديث له القدرة على إضاءة مناطق العمى ، وفك شفراتها ، تكشف عن بنية القصيدة العضوية ، وقد تمكنت من إثبات ذلك ، عن طريق الإمكانات التأويلية التي تناسب الرؤية اللغوية للنصوص الشعرية ، وتحول دون وقوع التأويل في ملابسات تُنافي السياق والقصد .
- أوجد الاستقطاب بوصفه بنية موحدة وروابط داخلية غير معلن عنها ، فالتحوُّل من معنىً إلى معنىً اقتضى الاستقطاب الذي أوجده التأويل ، رُبما كان الوصول إلى وحدة القصيدة ، والربط بين لوحةٍ ولوحة ، هو ما كشف لي عن شعور المتلقي بمتعة القراءة ، ونشوة امتلاك النص .
- إن بنيتي الاستقطاب والتحول تجذب وقبل كل شيء ، انتباه المتلقي ، بسببٍ من ترتيب الصور والأفكار بطريقةٍ ، تجعل القصيدة في تطورٍ مستمر ، حتى تصل إلى مرحلة يجد الشاعر نفسه بحاجةٍ إلى التحوُّل ؛ لأنَّه يشعر أنَّه قد استوفى الفكرة كاملة في لوحته الأولى إلى الحد الذي يمنعه من الرّجوع إليها ثانيةً ، كما يتولد فيه إحساس بأنَّه تمكّن من استقطاب قرّائه ، وأنَّ عليه التحوُّل إلى اللوحة الثانية ؛ في هذه المرحلة يحاول أن يُقيم نوعاً من التماثل البنائي العميق الذي لا يمكن الوصول إليه إلاّ عن طريق التأويل .