Abstract:
فلقد نجح الإسلام نجاحاً منقطع النظير في سيطرته على القلوب ، وتوجيه سلوك الناس وتصرفاتهم توجيها مثالياً غير مسبوق ، ذلك لأن الشرائع والقوانين الوضعية عجزت عن دفع الناس إلى التوافق مع القانون طواعية على الرغم من قوة هذه القوانين بحكم القوة والهالة التي ترافقها ، فيعمل الناس على الاحتيال عليها ونقضها ، مما يستدعي تطوير هذه القوانين بين الحين والآخر لتلافي الخلل الحاصل .
والقرآن الكريم ربى ويربي النفس الإنسانية تربية طواعية على الفضيلة ، وصدق الإيمان ، وتحريك الوازع وتنميته ، وإحياء الضمير ، فلم يعتمد على الأساليب القسرية اعتماداً كلياً إلا في حدود يراعي فيها المصلحة العامة ، وأن الأجهزة القضائية التنفيذية وسائل مساعدة في درع المعتدين .
وهذا البحث الذي حمل عنوان ( تنمية الوازع الذاتي في القرآن الكريم ) يسلط الضوء على المنهج القرآني في تربية الوازع الذاتي عند الأفراد والجماعات ، ولصعوبة حصر الآيات جميعاً في بحث وجيز مثل هذا ، لذا اقتصرت على دراسة بعض الآيات ، تنبيهاً على إمكانية قيام دراسة موسعة موضوعية في هذا الخصوص تتناول آيات القرآن الكريم جميعها .