Abstract:
الحمد الله الأعز الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ،والصلاة والسلام على النبي المعظم محمد هو أكرم من أوفى بالذمم ،أرسله الله رحمة للعالمين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ،وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين وتابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد:
ان الأمة الإسلامية قد أنجبت –على مر الأزمنة والعصور – علماء أفذاذا برزوا في مختلف فنون العلم وفي الفقه الإسلامي على وجه الخصوص فقدموا للأمة الإسلامية ثروة فقهية عظيمة تفتخر بها في شتى العصور وعلى رأس هولاء العلماء الأعلام أصحاب النبي الكرام (رضوان الله عليهم) اذ اقتسبوا من النبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ونهلوا من هديه ما جعلهم سراجا يستنير به المسلمون ،وانتفع بعلومهم من جاء بعدهم من تابعيهم فتتلمذوا على أيديهم ونهلوا من علومهم الشريفة فكانوا بحق صفوة هذه الأمة وقادتها ونجوم هدايتها ،وكان التابعون نعم الوعاء الذي حفظ لهذه الأمة الشريعة الغراء وعلى أيدي هولاء التابعين تتلمذ أتباعهم فحفظوا بذلك ثروة المسلمين العلمية من الضياع،وقد حصل خلاف بين فقهاء سلفنا الصالح في الأمور الجزئية التي هي في متنازع الأنظار وهو أمر طبيعي كان هدفهم الوصول الى الحق والقول الصحيح