Abstract:
يتناول البحث موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وقد تميز هذا الموقف بوضعية خاصة، لكون دولة الإمارات كانت قريبة من ساحة الاحداث، كما ان العلاقات الإماراتية-الإيرانية كان لها طابع خاص، فيما يتعلق بالقضايا والخلافات القائمة بينهما واهمها قضية الجزر الثلاث (ابو موسى، طنب الكبرى وطنب الصغرى) التي سيطر عليها الشاه محمد رضا بهلوي منذ عام 1971، لهذا فان القرار السياسي كان لابد ان يكون حذراً ودقيقاً من ذلك الصراع الداخلي الإيراني، بما يتماشى ومصلحة دولة الإمارات، لذلك فقد اتخذت موقفاً متحفظاً ومحايداً على الرغم من انها استبشرت خيراً من نجاح الثورة الإيرانية في البداية على امل حل قضية الجزر الثلاث، فرحبت بنجاح الثورة ورحيل الشاه وحاولت اقامة علاقات متينة وجيدة مع الجمهورية الاسلامية في إيران، إلا ان رحيل الشاه وقيام الحكومة الجديدة ادت الى خلق غموض كبير بشأن مستقبل العلاقات بين الطرفين وحل مسألة الجزر بسبب تمسك الحكومة الجديدة في إيران بها، مما ادى الى اثارة قلق دولة الإمارات العربية المتحدة التي استمرت بطلب اعادة سيادتها على هذه الجزر، ومع ازدياد التمسك الإيراني بها مع مرور الزمن الامر الذي اثر سلبياً على العلاقات بين الطرفين وادى الى تغير الموقف الإماراتي من حكومة الثورة.