الصناعــــــات والحــــــــِرَف والمهــــــن في مصــــــــر المملوكية (648-923هـ/1250-1517م)

Abstract

ان موقف الدين الإسلامي الحنيف واضح في شأن المهن والحرف، اذ العمل من الأساسيات التي حث عليها الدين الاسلامي، وتجلى ذلك أساساً في آيات قرآنية عديدة تحث على العمل والسعي في طلب الرزق، وكذا الحال بالنسبة للأحاديث النبوية وأقوال الخلفاء والعلماء والأئمة، لذا أصبح للحرف والصناعات والمهن أهمية اجتماعية واقتصادية على مدى العصور في الأمصار الإسلامية المختلفة، ومنها مصر في عصر دولتي المماليك البحرية والبرجية/الجراكسة (648-923هـ/1250-1517م) وهذا ما سيتناوله هذا البحث. فقد تعددت وتنوعت المهن في مصر آنذاك، منها ذو علاقة بضرورات الحياة التي لا غنى عنها

كالغــذاء والشراب وما يأتي بعـــــدها في الأهميــــة كحـــرف صـــناعة الأقمشـــة والملابـــس والمنسوجات، أو ما تتعلق بمهن الزينة والاهتمام بالمظهر كالحلاقة وما شابه ذلك، وشهدت هذه المهن تقدما وتطوراً في ظهور التخصص والاتقان فيها منافسة بذلك شعوباً ومدنا وحضارات أخرى، كما ازدهرت ونشطت مهن أخرى ذات علاقة بأمور الحياة اليومية الأخرى كالمهن المرتبطة بالمياه كالسقائين وأصحاب الحمامات، ومنها يُعد من الأمور الكمالية التي تدل على الرفاه والترف كاحتراف الغناء والموسيقى وألعاب التسلية بأنواعها.