اتجاهات السياسة البريطانية في العراق 1914-1921

Abstract

كانت الأحداث العالمية على وشك إحداث إنحراف بمسار التاريخ, نتجت عن تداعيات انعكست في الِنطاق الجغرافي للمنطقة العربية المهمة تاريخياً واقدم امتداد للاسِتيطان عرفته البشرية الغنية بعمقها الحضاري والإستراتيجي والأكثر إسهاماً في التقدم الأنساني منذ قرون, في النهاية أدت الى نشوب حرب عظمى نذرت بمستقبل أسود في الخارطة الأوربية كان العراق في الجبهة المقابلة جزءاً من محور الصراع العالمي وتقاسم الأطماع بين الكبار, لإثبات الوجود والإنفراد بالقوة خلال القرن العشرين, راح ضحيتها ملايين البشر من أنحاء العالم , إذ كان العراق هدفاً يمثل أهمية إستراتيجية في السياسة الأوربية وخاصة بريطانيا ,لما انفرد به من إمكانيات هائلة من موقع جغرافي متميز لحضارة عظيمة ممتدة عبر الآلاف السنين من التاريخ وموارد غنية أهمها النفط , الذي يعد محرك الأقتصاد العالمي آنذاك ومحور صراع دائم في بيئة فرض النفوذ والتحكم في سياسات العالم , لذلك عمدت بريطانيا بتكثيف توجهاتها ووضع الخطط ,لتتمكن من إحاطة, العراق بقوس من التدخل غير المباشر , جاءَ عن طريق إرسال بعثات مختلفة, وإنشاء مُقيمات متفرقةَ بين أجزاء الخليج العربي, الغرض جمع المعلومات بشكل يجعلها قادرة في لحظة من فرض هيمنتها بالقوة العسكرية دون اكترِاث للقواعد الأخلاقية والإنسانية فكانت الحرب العالمية الاولى 1914 قوة دفع بتنفيذ ماخططوا له منذ أكثر من اربع قرون مضت, غزت العراق وأسقطت السلطة العثمانية لتحل محلها إدارة مدنية هجينة بريطانية – هندية, كانت سبباً لأندلاع ثورة العشرين ,التي شكلت محطة كبرى في إحياء التاريخ وتداعياتها أثرت في تغير نمط الرؤية البريطانية , التي مهدت بتأسيس دولة حديثة في ظل الحماية البريطانية بوصفها انتداباً على أرض كانت موطنناً للعديد من الحضارات الإنسانية .