معيار السّبك النصّيّ في سورة الأنفال (( الربط أنموذجاً ))

Abstract

النص القراني من النصوص النادرة التي تكون مثمرة على مر العصور وفي المجالات كافة لاسيما علوم اللغة العربية التي تطورت بفعل حركة التأليف التي اقيمت على النص القراني فتطورت علوم ( النحو ، الصرف ، البلاغة ، الخ ) بفعل نزول القران والكتب التي الفت عليه . وقد جاء النص القراني متماسكا دلاليا ولفظيا ؛ لانّه كتاب معجز من جهة فضلا عن كونه كتابا يُقدّم الأفعال التوجيهية والمواقف الوصفية والأخبارية من جهة اخرى. من هنا كان بحثي تحت عنوان ( معار السبك النصّي في سورة الأنفال – الربط أنموذجا - ) ، وقد اخترت سورة الأنفال ؛ لانّها من السور المتوسطة الحجم فضلا عن توفّر شواهد البحث فيها . قسّمتُ بحثي على تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة ، كما بيّنتُ ذلك في المقدمة ، جاء التمهيد تحت عنوان ( المعايير النصيّة ) ، وجاء المبحث الأول بعنوان ( الربط الاضافي والربط الاستدراكي ) ، وجاء المبحث الثاني تحت عنوان ( الربط السببي والربط الظرفي ) ، في حين جاء المبحث الثالث تحت عتوان ( الربط المشترك ) . ثمّ ختمت البحث بأهم النتائج التي توصل اليها البحث وكانت تسع نتائج ذكرتها كلّها في الخاتمة واذكر منها هنا النتائج الاتية : 1-إنّ العرب قد وقفوا عند النص ومافيه من مواضع التماسك والترابط فضلا عن حسن النظم والتأليف والالتحام . 2-الربط مرادف للوصل في البلاغة العربية وإن كان في البلاغة قد اقتصر الوصل على حرف الواو في حالات ثلاث ( الاتفاق في الخبر أو في الانشاء ، الاختلاف في الخبر والانشاء لكن الاتفاق فى معنى الخبر أو معنى الانشاء ، كمال الانقطاع مع الإيهام ) ، بينما في الدراسات النصيّة تنوعت ادوات الربط وتعددت ودخلت في اقسامه الأربعة ( الاضافي ، الاستدراكي ، السببي ، الظرفي ) . 3-أكثر ربط ورد في سورة الأنفال ( الربط الاضافي ) وقد كثُر في حرف ( الواو ) وكان هو المهيمن على السورة المباركة ؛ وذلك لانّ الواو تربط بين أفعال الكلام التوجيهية فضلا عن ربطها للموصوفات والإخباريات فالواو كانت ضروية في ايات القران الكريم ؛ لان ايات القران تقدم الافعال التوجيهية فضلا عن نقلها للموصوفات والإخباريات . 4-وردت كل انواع الربط الأربعة في سورة الانفال المباركة . 5-ورد الربط بالادوات الاتية ( الواو ، فاء الربط الاضافي ، أو ، لام التعليل ، الفاء السببيّة ، لكنّ ، لمّا ، حتّى ، ثمّ ) في حين لم يرد في غيرها من الأدوات مثل ( كي ، بل ، ... الخ ) .