نقد تداخل الفنون في شعر بشرى البستاني قراءة في الرؤية والاجراء

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين0 وبعد... تعرّض النتاج الأدبيّ بشكلٍ عام إلى النقد والتقسيم والتصنيف على وفق وجهات نظر مختلفة بحسب إختلاف النقاد والدارسين ومذاهبهم وثقافاتهم، الأمر الذي أدّى الى بروز الكثير من المصطلحات والقضايا والنظريات، ولاسيما في مرحلة الحداثة وما بعدها مما أحدث نقلة نوعية في خانة الإبداع تجلّت بتلك التحولات والتغيرات التي طرأت على الأدب فقد غيّرت قوانينه التي سار عليها المبدع قرون طويلة من الزمن، ومن تلك النظريات ما يُعرف بنظرية (الأجناس الأدبية) تلك النظرية التي شغلت مساحة واسعة في الدرس النقدي تنظيراً وتطبيقاً كونها أحدثت تحوّلاً لافتاً للنظر، إذ ألغت تقسيمات الأدب ومنحتها القدرة والقابلية على التداخل والإنسجام فيما بينها لتنتج فناً جديداً تنصهر فيه كل فنون الأدب، كل ذلك يحيل على أهمية تلك النظرية فقد إحتلت (( موقعاً مهماً وأساسياً في متن نظرية الأدب التي تعد منجزاً أُممياً يشكّل خطابه وجهاً متقدماً من وجوه المنجز الحضاري الذي تتفرّع منه شجرة إبداع الحياة المتمثلة بالأدب))(1)، فقد اهتم الدرس النقدي بتناول الأجناس الأدبية وتناول مفهومها على الرغم من (( صعوبة الإقتناع بوجود تعريف واحد للأجناس الأدبية0000 فهي اختزال منظّم لشكل الكتابة الأدبية في كل عصورها يُفضي الى تبين المزايا الخاصة باللغة الأدبية والحدود الفاصلة بين أشكالها))(2)، فقد بحث النقاد في أصل الجنس ومفهومه والنوع والفرق بينهما وعن نقاء الأجناس وجذورها0 وما يهمنا هي تلك الدراسات التي تعددت في تناول شعر بشرى البستاني من هذا الاتجاه المتمثل بتداخل الفنون بين الشعر والفنون الاخرى وفق ما يسمى اليوم بالتداخل بين الفنون أو حوارية الفنون التي سنبينها من خلال عرض عيّنة من الدراسات وذلك لضيق صفحات البحث مما حتّم علينا اختيار نماذج قليلة وملاحظتها.