الخلاصة:
لا تزال قضية المرأة وطبيعة حريتها من الأمور المهمة والمعقدة في مجتمعاتنا المتخلفة ، والتي ما برحت تنادي بمساواة الرجل مع المرأة ولكنها في حقيقة الأمر لم تتقدم خطوة واحدة عن ما نادت به في الماضي البعيد. ان المرأة لا تريد أكثر مما تستحقه فهي تحس دائما بأن طبيعتها تابعة لجنس الرجل في حين ان الرجل لا يحس بذلك إلى أن تتحرر المرأة وتطور طبيعتها ، ولعل الحرية والعدالة هما الاساس في معالجة قضية تحرير المرأة لانهما العمود الفقري لكل ديمقراطية في العالم. ولان موضوع البحث يركز على موقف الفلسفة من المرأة وحريتها سألتزم بحدود الموضوع ، وان كنت اعتقد جازماً بأنني غير قادر على أن افي الموضوع حقه في هذه الصفحات القليلة لذلك لن اتحدث هنا عن فلسفة الحرية كما تراها المذاهب الفلسفية التي تناولت هذا الموضوع خلال التاريخ والتي قدم لها المنظرون في كتبهم وندواتهم ؛ لان موضوع الحرية من الموضوعات القديمة التي عاصرت الفكر الانساني منذ نشوئه حتى يومنا هذا فالدعوة اليها شملت جميع العصور وكانت أمنية جميع المفكرين والكتاب لأهميتها في الوجود الانساني ، ذلك الوجود الذي تشكل فيه المرأة الركن الاساسي بل تعد العمود الفقري له. من هذا المنطلق نرى ان دور المرأة في التراث الفلسفى لابد ان ينطلق من التراث اليوناني القديم لاعتبارات عديدة أهمها ان اليونان هو موطن الفلسفة الأم ، وهي حقيقة لا يمكن ان ينكرها التاريخ . وعليه نقول ان الشاعر اليوناني هزيود في كتابيه (الاعمال والايام) و (انساب الالهة) يبين لنا نوعاً من كراهية المرأة في الأدب اليوناني ولا سيما عندما يحاول ان يصور لنا هزيود أن الرجال عاشوا على الأرض لفترة طويلة احرارا دون مرض ولا تعب ولا جهد ثم ظهرت " باندورا" وتعني جميع العطايا والهبات وهي " حواء" في الاساطير اليونانية لأول مرة وجلبت معها كل الشرور والشفاء للعالم " ومنها ظهر جنس خبيث وقبائل من (1)، النساء ومصدر عظيم للأذى و. عاشت جنبا الى جنب مع الرجال الفانين مع نجد هزيود ينصح الفلاح بالحصول اولا على المنزل وثانيا على المرأة وثالثاً على مع هذا الثور الذي يحرث الأرض ثم نجده يحذر من الثقة بها على أي وجه من الوجوه
